نحن الآن في أحضان هدنة في أرض فلسطين، أيامها أربعة، وأسبابها المباشرة تبادل أسرى، وظروفها هي صمود المقاومة وعجز سافر للصهاينة للنيل منها، وتسيير ملف الأسرى كما ترتضيه حركة حماس، ولا وعد من وعود مجلس الحرب الصهيوني تحقق.
يقال إنّ المنحرفة أخلاقيا هي أكثر من يتحدّث عن العفة والشرف، والسارق هو أكثر من يتحدّث عن الأمانة ونظافة اليد، وخائن المسؤولية هو أكثر من يتظاهر بالاستقامة والنزاهة.. حتى إبليس يتبرّأ من أتباعه يوم القيامة ويدّعي أنه يخاف اللهَ ربَّ العالمين.
انتشر خلال اليومين الأخيرين و على نطاق واسع، عبر منصات التواصل الاجتماعي، صدي تصريح يفتقد لأبسط معايير المصداقية والثبات منسوب لرئيس حركة افلام العنصرية غير المرخصة تيام صمبا.
جاء علي النحو التالي و بلغة مولير :
Le président de FPC , Samba Thiam a déclaré que la situation actuelle des palestiniens est équivalente à celle des negro africains de Mauritanie dans les années 90.
من حين لآخر تطالعنا بعض الصحف والأقلام المغربية بمقالات تفوح منها كراهية نتنة لموريتانيا، وتحاول تلك الأقلام النشاز أن تمرر معلومات كاذبة ومفبركة هي من نسج خيالها الذي سيتبطن التزلف “للمخزن” لعل وعسى تشملها العطاءات الكريمة، المفيدة لتسكين صرير الأمعاء والعقول الفارغة.
لا يَقلُّ ما يفعله الاحتلال الصهيوني اليوم في قطاع غزة عما فعله سنة 1948 عندما أَفرغ فلسطين المحتلة عنوةً من أغلب سُكَّانها.. كل الوسائل اليوم مُباحة، آخرها التهجير القسري للمرضى من مستشفى “الشفاء” وقتل الأبرياء بلا شفقة ولا رحمة في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر.
بترقب واهتمام أتابع أنا وكل شعوب العالم التحركات العسكرية الإسرائيلية بدقة متناهية وقلبي وروحي مع الشعب الفلسطيني الذي يريد أن يعيش بسلام وأمان على أرضه فقط لا غير، ومعها تعود بي شريط الذكريات وكأنها البارحة بحلوها ومرها ، فأنا عشت احتلال الجيش الأمريكي والقوات المتحالفة معه وعلى رأسها الجيش البريطاني للعراق ، و هذه التفاصيل أنا عشتها ليس فقط في العاصمة بغداد بل في عدة محافظات في الوسط وفي كردستان مسقط رأسي.
تعليقا على ما يحدث في غزة من بشاعات هزت الوجدان العالمي أجمع (إلا الإعلام الفرنسي الحقير)، تقول المستشارة الألمانية السابقة آنجيلا ميركيل : “أنا اليوم مخجلة من كوني أوروبية” (ذلك هو الفرق الشاسع بين نُبْل الدَتش و نذالة الفرنسيين).
و في رسالتها إلى العرب تقول الدكتورة ابنة تشي غيفارا بكل نزق و جسارة الأمريكيين اللاتينيين : “إلى الشعوب العربية ، ماذا تنتظرون بعد” .. قولوا مثلنا : “إما الوطن و إما الموت”.
بين جرائم الصهيونية التي قتلت خلال سبع عشرين يوما أكثر من 9 آلاف مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة تنتصب غزة شاهدةً على بربرية الاحتلال وهمجيته، ومؤكدةً صمود الأبطال وشجاعتهم، وإن كان يصعب الجمع بين بشاعة الجريمة وشجاعة المقاومة، ففي غزة يحدث المستحيل ويجتمع الضدان، جريمة الإبادة الجماعية وإرادة الحياة الحرة الكريمة.
عادت دولُ أمريكا اللاتينية لجلد أنظمةٍ عربية وإسلامية وكشف تخاذلها في نصرة القضية الفلسطينية، فهذه البلدان البعيدة عن غزة من ناحية انتمائها وجغرافيا أيضا بآلاف الكيلومترات، كانت أقرب إلى أهلها إنسانيًّا ورفعت سقف التضامن إلى درجة إحراج إخوة الدين والعروبة.