ذكريات من محظرة النباغبة وحنين إلى مجلس
إلى مجلس شيخنا دوحة الشرف العلّامة ابّاه ولد عبد الله
إن غبتمُ لم تغيبوا عن ضمائرنا
وإن حضرتم حملناكم على الحدق.
ركّب الله في النفس البشرية التوق إلى ما تستنشق منه سعادتها، وتستجم به أنفاسها.
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين على حياتنا خيرها، وشرها، حلوها، ومرها، ونهتدي به فيما نصبو اليه من الصلاح، والفلاح، والترويض على انتهاج الصراط المستقيم، و القيام باعمال الطيبات، كالمشاركة التشجيعية في هذا المهرجان الثقافي المتميز، وذلك في سبيل التاسيس لواحد من مشاريع التنمية المعرفية، وتفعيله، والترويج له بما فيه صالح اهل مدينة كرو الذين استحوذ على ألبابهم، التسابق لذوي الهمم الطموحة ـ كما تعودوا على ذلك ـ وكأنه ميراث متداول من السلف الصا
كانت شموس المسلمين أربع في جهات أربع، بغداد في المشرق، ونيسابور في خراسان، وقرطبة في أوروبا، وتينيكي في المغرب العربي..
كانت مدائنا تبعث النور سرمديا في العقول: علما وفهما ودراية ودراسة.. تاريخ محفور في ذاكرة الأمم، تحكيه شواهد الأيام وترويه دفاتر الأئمة.. شاهدا ومشهودا على الناس زارافات ووحدانا..
عندما خبت جذوة عطاء البلاد العربية والإسلامية في عهد ما سمي بعصر الانحطاط، كانت بلاد شنقيط (موريتانيا) الصحراوية النائية تزخر بالمعارف وتعج بالعلوم والآداب، وهي التي سيروي أعلامها أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ومطلع القرن العشرين بمتون اللغة وفنون الأدب وينابيع العلم، غرس النهضة العربية الحديثة في مصر والسودان والسعودية والأردن والعراق، وأصقاع عربية وآسيوية وأفريقية أخرى متعددة.
قُتل ثمانية مواطنين موريتانيين داخل بئر للتنقيب عن الذهب. الحادث الذي هزّ الشبكات الاجتماعية في موريتانيا، يحذّر مجدداً من مغبّة تغاضي السلطات عن أنشطة التنقيب التقليدي التي تؤدّي إلى حوادث مفجعة، وتتسب في مآسٍ.
كنت أيام مراهقتي، أعتقد أن مواطني دول الخليج وخاصة السعودية، مجرد أجساد سمينة مترهلة ومتخمة من فرط الأكل والنوم، يبدأ يومهم بالأكل والشرب وينتهى به؛ وأنهم جماعة من المترفين في دولة ريعية تعلف مواطنيها؛ لا يفكرون ولا يبدعون بل أنعام في حظيرة شاسعة؛ ولا أعرف بالضبط سبب تلك النظرة التعميمية للأسف، لكن قد يكون لوسائل الاعلام والأعمال الدرامية دور فيها، المهم أن رأسي كان محشو بوفرة من الأفكار النمطية.
أن يتغزل بالمرأة، وحتى أن يرفث إليها من غير عذرية بما أمرته به نفسه عبر القصائد والأزجال، بل إن بعض أبرز الشعراء في تاريخ البلد لا يعرف لهم إلا غزل وتشبب، وبكاء على الطلل، وعَوْج على ما اندرس من ديار الصبابة وما أقفر من منازل الأنس. وأما النساء فكتب عليهن أن يعشقن -إن هن عشقن- بصمت.
في ذروة انتشار كورونا ومتحور أوميكرون الأكثر سرعة، ترك آلاف الأوروبيين وراءهم الترف والحياة الفاخرة بعاصمة الأنوار باريس، ليولوا وجوههم شطر شمال موريتانيا في عمق الصحراء الكبرى.
يتوجهون لها ملتحفين هدوءها وصمتها الناطق، مستمتعين بعزلتها التامة بحثا عن بساطة الحياة، حياة يذاق فيها طعم ماء الآبار الزلال، وارتشاف الشاي الأخضر المصنوع على الجمر تحت ظل الخيم المتواضعة وأشجار النخيل
عشر سنوات طوال وأنا أرتب رفوفها، أصفف مجلداتها، أنتقي بعشوائية منظمة ما يستحق أن يحفظ فيها، أعود إليها بين الحين والآخر وأحذف منها الذكريات التي أفترض أن صلاحياتها انتهت ـ وكثيرا ما اكتشفت أن ذاك الحكم كان خاطئا، فالذكريات لا تنهي صلاحياتهاـ. عشر سنوات وأنا أطوف العالم، وربوع الوطن، بحثا عن شتاتي، أهاجر وأهجّر، أقيم وأرحل، أضحك وأبكي، أتوسل وأجامل، أبتسم في عز حزني، أفتعل التغافل، تتقاذفني الوجوه المكفهرة والباسمة..