
لم يبق بايدي امريكا ماتفعله في معركة طوفان الاقصى سوى ان تعاجل بصيغة توقف فيها حربا مضى عليها عامان لم تستطع
فيها (حليفتهم)اسرائيل
ان تحقق نصرا يذكر سوى قتل الابرياء من المدنيين وهدم المباني واثارة الفوضى بالمنطقة .
وفقا لادبيات الحرب فان المنتصر ذلك الذي يهزم جيش العدو وليس استهداف المدنيين ،ووفق ذات الادبيات فان الجيوش التي تستهدف المدنيين في حروبها تخسر المعركة ..
بعد مضي (١٠٠)يوم على معركة طوفان الاقصى كنت في زيارة لدولة صديقة فسالني احد مسؤوليها (متى تنتهي باعتقادكم معركة طوفان الاقصى ؟)اجبته يومها (هذه المعركة انتهت في ال(٤٥)يوما الاولى ودون ذلك ستطال المدنيين والمباني .
المقاومة في غزة خاضت مع الجيش الصهيوني ست معارك
وانتهت بايام ولم تصل لشهرين قط ،وفي كل معركة كانت المقاومة تطور من اليات اسلحتها ومن تقنيات الانفاق تحت غزة حتى غدت مدنا وورشا
ومخابيء تدخر اسرار الحرب واحتمالاتها ..
بعد معركة طوفان الاقصى في السابع من تشرين اكتوبر عام ٢٠٢٣ لم يكن امام الكيان من حل سوى الاستمرار بالحرب
لانها وكما اسمتها (معركة وجود )جعلت من مستوطني الصهاينة براجعون ادبياتهم القديمة بان (لاتدوم دولة لليهود ثمانين عاما .)
واهم الاسباب في ادامتهم للحرب ان اسرائيل كيان تشكل
في بعد عسكري وليس مدني
وان جميع قياداته هم في الاصل
من العسكر وان خسر الجيش المعركة سيخسر وجوده والسبب الذي تشكل فيه ..
قد يرى البعض ان سبب ادامة الحرب (حكومة نتياهو اليمينية)
وهذا ليس الحقيقة بعينها بل تهرب من (الحقيقة)او سوء تقدير لان اسرائيل تحكمها عقيدة واحدة (التوسع والتفوق).
صحيح ان بيانات ترامب ونتنياهو عن مشروع ترامب لوقف اطلاق النار بدا وكانه استسلام ل(المقاومة )لكن كان سيناريو اعدته دوائر البيت الابيض لاظهار هيمنة امريكا على (اسرائيل )لدرجة اشاعة
الصحف الاميركية والوكالات بان ترامب "وبخ " نتنياهو لمرات لعدم تفاعله مع خطة ترامب لوقف اطلاق النار ..
كما يظهر ان الولايات المتحدة وقعت في (المحظور)وهي ترى نفسها الدولة الوحيدة التي تقف
مع "اسرائيل " سواء في الدعم المباشر والتسليح ولوقوف بالضد من مشاريع وقف اطلاق النار لست مرات وما لذلك من تاثير على سمعتها .
المقاومة في غزة بدأت وانتهت بنفس ثوابتها (وقف اطلاق النار ..تبادل الاسرى..اعمار غزة )
ولم نشهد طفلا صغيرا من اطفال غزة يخرج براية بيضاء طالبا الاستسلام كما تمنى (القادة العرب)فكيف لمقاتلي غزة .!
كان موقفا ذكيا وفطنا حين دعت حماس كافة الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية للمشاركة بالتفاوض في القضايا التي تعنى بمصير القضية الفلسطينية ..
حماس فاوضت وسلاحها بيدها
وشعبها متمسك بها وبمواقفها
والعالم باسره يقف معها وصولا الى عدد كبير من سكان امريكا نفسها ،وبذا فتلك (ثروة)كبيرة
تمنحها قوة التفاوض وصناعة المستقبل ،وقد بدأت بشائر النصر تصدح عبر وسائل الاعلام المتنوعة على مساحة الكرة الارضية لتبدأ مرحلة جديدة ..
بالنسبة لنا نعلم ان منطقة الشرق الاوسط تصنع خريطتها بنفسها وكذلك دول غرب اسيا
وسيكون للمقاومة المشاركة
الاهم في ذلك ،فلولا فداحة التضحيات وبسالة الرجال ونصرة النساء والاطفال ومواقف الاحرار بالعالم لما كان هذا النصر ..
العالم سيتغير بعد حرب غزة
كثيرا ،لان معركة طوفان الاقصى سخنت الاحداث وجعلت العالم
امام منعطف كبير وعلينا ان لانتخلف عن هذه التحولات
فالمتمسك بثوب امريكا يغرق
ومن راهن (التطبيع )مع اسرائيل فليثق ان هذا الكيان ذاهب الى الزوال .
مثلما يثق مواطن من غزة قال بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار
(سنعمر بلدنا، وسترجع غزة أجمل بلاد العالم".