
رسالة لكل ذي لب: بين أمانة المختار وواقع اليوم
في تاريخ موريتانيا تظل شخصية الرئيس المؤسس المختار ولد داداه علامة مضيئة في مسيرة النزاهة والقيادة المتجردة من البهرجة ومن القصص التي تروى عنه هي:
الزيارة الشهيرة للرئيس الزائيري الجنرال موبوتو سيسي سيكو له عام 1973، والتي خرجت منهادروس في الأمانة لو طبقت على قادة اليوم لغيرت مسار حاضرنا ومستقبلنا.
وهي القصة التي صنعت مدرسة
حين لاحظ موبوتو أن مضيفه لم يغيّر بدلته طيلة أيام الزيارة الثلاثة سلّم سكرتيره شيكا بقيمة خمسة ملايين دولار كهدية شخصية للرئيس الموريتاني ليشتري بها أزياء فاخرة من باريس. لكن المختار الرجل البسيط الذي رفض أن يكون مظهره أعلى من حال شعبه سلم الشيك إلى وزير المالية قائلا "إنها هدية للشعب، وليست لي". وبذلك المبلغ بنيت المدرسة العليا لإعداد المعلمين، صرح تعليمي ظل شاهدا على الفرق بين من يعتبر الوطن ملكية شخصيةله ومن يراه أمانة ثقيلة في عنقه.
بعد خمس سنوات زار موبوتو موريتانيا مجددا فإذا بالشوارع مزدانة بلافتات تقول"شكراً زائير، شكراً موبوتو". وقف موبوتو متعجبا من هذه اللافتات فأجابه المختار بابتسامته الهادئة "هذه هي هديتك مدرسة أعددنا بها جيلا يحارب الجهل والفقر". عندها قال موبوتو عبارته الشهيرة "لو كان قادة أفريقيا كلهم مثلك لكانت قارتنا مثل أوروبا".
مغزى القصة اليوم
هذه الحكاية ليست مجرد ماض رومانسي بل درس حي نحتاجه أكثر من أي وقت مضى
فالوطنية ليست شعارات تُرفع في المنابر بل خدمة للشعب وتضحية من أجل مصلحته.
والأمانة في إدارة المال العام أعظم من أي وعود براقة أو مشاريع وهمية.
كما أن تواضع القائد هو بوابة لكرامة الأمة أما البذخ واستباح الخزائن فإنه المقبرة لكل شئ
في مقابل ذلك النموذج المشرق نعيش اليوم واقعاآخر في بلدناحيث تسخر الموارد العامة إلى جيوب القائمين عليها ويتحول التعليم والصحة والبنى التحتية إلى ضحايا فسادٍ منظم بينما تنفق المليارات على مظاهر الترف كالسيارات المصفحة وحملات الدعاية
هنا تتبدد فرص الشعوب في النمو وتسحق أحلام الشباب تحت أقدام الفساد.
الطريق إلى. الخلاص
من أجل أن نستعيد روح المختار ولد داداه، نحتاج إلى:
1.شفافية مالية مطلقة نشر الموازنات وعقود الدولة للرقابة الشعبية.
2.قوانين مكافحة الفساد صارمة تحاسب كل مسؤول مهما علا منصبه.
3.إفصاح علني عن أصول المسؤولين ليعرف الشعب من أين جاء المال وإلى أين يذهب.
4.إصلاح القضاء والإعلام: