
- اعتبرت حركة حماس الخميس أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة “إرادة معلنة لاحتلال القطاع”، مطالبة بعقد قمة عربية عاجلة “لمواجهة مشروع التهجير”.
وقال المتحدث باسم الحركة الفلسطينية حازم قاسم في بيان إنّ “تصريحات ترامب مرفوضة قطعا، وغزة لأهلها ولن يغادروها”.
وأضاف أنّ الحركة “تطالب بعقد قمة عربية طارئة لمواجهة مشروع التهجير” و”بالتصدّي لضغوط ترامب والثبات على مواقفها الرافضة للتهجير”.
وإذ شدّد المتحدّث باسم حماس على أنّ “رفض مشروع ترامب لا يكفي، ولا بدّ من وحدة فلسطينية لمواجهة التهجير”، قال “لا نحتاج لأيّ دولة لتسيير قطاع غزة، ولا نقبل استبدال احتلال بآخر”.
كما طالب قاسم “الشعوب العربية والمنظمات الدولية بحراك قوي لرفض مشروع ترامب”.
والخميس أيضا، أعلنت إسرائيل أنها بدأت بوضع خطة لتسهيل “المغادرة الطوعية” لسكان غزة.
وأكدت حركة “حماس”، الخميس، أن الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة لن يتخلوا عن شبر من أرضهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات وأثمان.
جاء ذلك في بيان لعضو المكتب السياسي للحركة هارون ناصر الدين ردا على إقامة إسرائيليين مستوطنة جديدة بتجمع “غوش عتصيون” قرب مدينة القدس جنوب الضفة الغربية.
وقال ناصر الدين في بيان نشرته الحركة عبر منصة “تلغرام”، إن “إقامة الاحتلال لمستوطنة جديدة في تجمع غوش عتصيون، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ 20 عاما، هو سباق للاحتلال مع الزمن لتعجيل عملية تنفيذ مخطط الضم (للضفة) والتهجير (للفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة)”.
وأكد على أن هذه المخطط “سيفشل بصمود أبناء شعبنا ومقاومته”، معربا عن ثقته بأن “أهالي الضفة لن يتخلوا عن شبر من أرضهم، ولن يستسلموا لإرادة الاحتلال بتهجيرهم، مهما كلفهم ذلك من تضحيات وأثمان”.
وشدد ناصر الدين على “أهمية ثبات أهلنا في الضفة الغربية والقدس، وعدم الرضوخ لتهديدات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات تهجير السكان”.
وأضاف: “صمود شعبنا هو صمام الأمان لإفشال مطامع الاحتلال بتفريغ الضفة الغربية لصالح مزيد من المشاريع الاستيطانية”.
وأوضح أن القضية الفلسطينية “تمر بمرحلة حرجة وحساسة، خاصة مع زيادة مطامع الاحتلال بنهش مزيد من أراضي الضفة، وحالة الاستقواء بالولايات المتحدة والأوهام التي يسوقها (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) للجمهور الصهيوني”.
والثلاثاء الماضي، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها لدول أخرى، لافتا إلى أن إدارته “ستصدر قرارا قريبا” بشأن ما إذا كانت ستقر بسيادة إسرائيل على الضفة من عدمه.
وخلال الأشهر القليلة الأخيرة، تعالت أصوات داخل الحكومة الإسرائيلية، بمَن فيهم رئيسها نتنياهو، تتحدث صراحة عن اعتزام تل أبيب ضم الضفة المحتلة منذ عام 1967 إلى إسرائيل.
واعتبر هارون ناصر الدين في البيان ذاته، أن “ما تتعرض له الضفة ومدينة القدس المحتلة، يستدعي استنهاض كل مكونات أمتنا وشعبنا، والتصدي لكل محاولات ومخططات الاحتلال لتصفية قضيتنا وفرض وقائع ميدانية جديدة لصالح المستوطنين”.
وشدد على أن “المسؤولية تتعاظم على كل الأطراف دوليا ومحليا، لمجابهة ممارسات حكومة الاحتلال المتطرفة، وخططها الاستعمارية التوسعية، والتي لا تستهدف الداخل الفلسطيني، بل تشكل خطرا محدقا على الإقليم والمنطقة برمتها”.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي المحتلة نشاطا غير قانوني، وتدعو دون جدوى منذ عقود إلى إيقافه، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
من جهتها أكدت الكويت، الخميس، رفضها القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ولسياسات الاستيطان الإسرائيلي، محذرةً من أن مثل هذه الخطوات تمثل “انتهاكا صارخا للقانون الدولي”.
يأتي ذلك بعدما أفصح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن مخططه للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار رفضا واسعا إقليميا ودوليا، وترحيبا إسرائيليا من كافة التوجهات.
وقالت الكويت، في بيان لوزارة خارجيتها، إنها “تجدد موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”، مؤكدة على “حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
ودون الإشارة إلى ترامب صراحة، أعربت الكويت عن “رفضها القاطع لسياسات الاستيطان الإسرائيلي وضم الأراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
واعتبرت هذه الخطوات “انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتهديدا لأمن واستقرار المنطقة”.
بدورها أعلنت مصر، الخميس، رفضها أي تصور يقضي بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدة عزمها الانخراط في المجتمع الدولي للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء واسعة منه.
وحذرت وزارة الخارجية، في بيان، من “تداعيات التصريحات الصادرة من أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، بشأن بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
وفي وقت سابق الخميس، نقلت القناة 12 العبرية الخاصة عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوله، إن “دولا مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج وغيرها، التي وجهت اتهامات ومزاعم كاذبة ضد إسرائيل بشأن أفعالها في غزة، ملزمة قانونا بالسماح لأي مقيم في غزة بدخول أراضيها”، وفق تعبيره.
كما أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامي إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة، مطالبا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باعتماد خطة لتنفيذه فورا.
وقالت مصر إن تلك التصريحات “خرق صارخ وسافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولأبسط حقوق المواطن الفلسطيني، ويستدعي المحاسبة”.
وأكدت أن “التداعيات كارثية ويترتب عليها سلوك غير مسؤول يقضي على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كما يحرض على عودة القتال (الإبادة الإسرائيلية) مجددا”.
وشددت الخارجية المصرية على “الرفض الكامل لمثل هذه التصريحات غير المسؤولة جملة وتفصيلا”.
** رفض تهجير الفلسطينيين
وفيما يتعلق بخطة ترامب التي تتضمن الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين، أكدت مصر أنها “ترفض تماما أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي”.
وحذرت من “تداعيات تلك الأفكار التي تعد إجحافا وتعديا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن تكون مصر طرفا فيه”.
وأشارت إلى “ضرورة التعامل مع جذور الصراع والتي تتمثل في وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود، عانى خلالها من كافة أشكال التهجير والاضطهاد والتمييز، وهو ما يتعين العمل على إنهائه بصورة فورية”.
ولفتت مصر إلى “اعتزامها الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء في المجتمع الدولي (لم تسمهم) في تنفيذ تصورات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار خلال إطار زمني محدد، ودون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم التاريخية ورفضهم الخروج منها”.
وفي وقت سابق اليوم، ادعى ترامب أن الفلسطينيين سيحظون بحياة “أكثر سعادة” بموجب الخطة، وأنهم سيستقرون في “مجتمعات أكثر أمانا وجمالا مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة”.
وأردف: “ستعمل الولايات المتحدة بالتعاون مع فرق تطوير رائعة من جميع أنحاء العالم، على بدء بناء ما سيصبح أحد أعظم وأروع المشاريع من نوعه على وجه الأرض”.
والثلاثاء الماضي، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض، عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.