في خيام أشبه بثلاجات الموت.. ارتفاع حصيلة الوفيات بسبب البرد في غزة

30 ديسمبر, 2024 - 18:14

في ظل الظروف الصعبة التي يعشيها ما يقارب مليوني فلسطيني بغزة، وللشتاء الثاني على التوالي بات الغزاويون يواجهون نوعا جديدا من القهر وهو الموت من البرد الذي حصد عددا من أرواح الرضع الذين لم تستطع أجسدهم النحيلة تحمل كل هذه القساوة والألم.

وفي خيام من قماش يفترشون الأرض أو البطانيات، يواجه سكان الغزة فصل الشتاء الذي حل عليهم مرة أخرى ليجدهم أسوء مما كانوا عليه، فقد أُنهكت قوتهم من النزوح وفزعت قلوبهم من القصف ونحُلت أجسادهم من الجوع وانعدام أدنى المتطلبات.

وفي هذا الصدد، دعت حركة المقاومة الإسلامي حماس بشكل عاجل الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية لضرورة العمل على إدخال المستلزمات الإغاثية والخيام لحماية مئات الآلاف من المدنيين النازحين من البرد ومن الآثار الكارثية للعدوان الصهيوني المتواصل.

وقالت الحركة “إن الواجب الإنساني والقانوني للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة يقتضي التحرك العاجل لإغاثة شعبنا في قطاع غزة الذي يتعرّض لجريمة إبادة وتطهير عرقي صهيوني مستمرة منذ نحو خمسة عشر شهراً، والعمل لتوفير الاحتياجات الأساسية من مأوى وغذاء وماء ودواء ووسائل تدفئة، وإلزام الاحتلال الفاشي بوقف عدوانه، ورفع حصاره عن أكثر من مليونَي إنسان يواجهون التطهير العرقي وظروفاً معيشية لا إنسانية يفرضها الاحتلال المجرم”.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب البرد القارس إلى سبعة. محذرة أن العدد مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية.

وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية فإن أحد الوفيات هو الرضيع علي البطران توأم الطفل جمعة الذي ارتقي الأحد، في خيام النازحين وسط قطاع غزة بسبب البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد وفاة طفل نتيجة البرد وانعدام وسائل التدفئة في خيام النازحين وسط القطاع، ليكون خامس طفل يتوفى بسبب البرد في أقل من أسبوع.

ونقلت وكالة الأنباء  الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية قولها إن الرضيع المتوفى جمعة البطران يبلغ من العمر شهرا واحدا، مشيرة إلى تدهور حال توأمه جراء البرد في خيمة بدير البلح وسط القطاع.

 

وأشارت المصادر إلى أنه “قبل أيام، استشهد 4 أطفال حديثي الولادة تتراوح أعمارهم بين 4 و21 يوما، نتيجة انخفاض درجات الحرارة، والبرد الشديد”.

وكانت قد أعلنت مصادر طبية، الأربعاء، استشهاد رضيعة جرّاء البرد الشديد في خيام مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقالت مصادر في مستشفى ناصر الطبي، إن الرضيعة سيلا محمود الفصيح، البالغة من العمر أسبوعين توفيت فجرا، نتيجة البرد القارس داخل الخيمة التي تمكث فيها.

وقال والد الرضيعة محمود الفصيح، في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم استيقظوا صباح الأربعاء فوجدوا اللون الأزرق يطغى على الرضيعة “سيلا” فيما نزف الدم من فمها وأنفها.

 

وأضاف أنهم توجهوا بها إلى عيادة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، حيث أبلغهم الأطباء هناك أن “قلب الطفلة توقف من البرد”.

وأشار إلى أنهم يعيشون أوضاعا مأساوية داخل خيمة من القماش لا تصلح للسكن، بينما ينامون على الرمال الباردة دون وجود فراش أو مستلزمات تقيهم برد الشتاء.

والجمعة الماضية، استشهدت الطفلة الرضيعة عائشة القصاص، البالغة من العمر عشرين يومًا، بسبب البرد القارس.

وتأتي وفاة الرضيعتين سيلا وعائشة في ظل ظروف معيشية قاسية يعاني منها سكان القطاع، حيث يفتقر الآلاف إلى أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك وسائل التدفئة والمأوى الآمن.

ووسط كل هذه الأوضاع تمنع قوات الاحتلال الإسرائلي دخول المساعدات إلى غزة والتي من شأنها تزويد السكان بالحد الأدنى من الاحتياجات.

وقالت منظمة الإغاثة الدولية “أوكسفام” إن جيش الاحتلال عرقل توزيع مساعدات 22 شاحنة دخلت إلى شمال قطاع غزة من أصل 34 منذ 6 أكتوبر الماضي، وتؤكد أن ما تم توزيعه خلال شهرين ونصف بلغ 12 شاحنة فقط وهذا منذ تصعيد  إسرائيل حصارها العسكري لجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.

من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، إنه بات من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة إلى قطاع غزة، رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة.

وكشف فليتشر في بيان أصدره في أعقاب زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط بصفته منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، عن أن الاحتلال يمنع السماح للعاملين الإنسانيين بالوصول إلى المناطق المتضررة في غزة، مع رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال القطاع منذ أكتوبر.