كتب الدكتور محمد المنير : نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج !

26 مارس, 2024 - 16:52

ما حدث في السنغال يعتبر بمثابة زلزال سياسي في المنطقة. فبالرغم من أن النظام السنغالي استطاع أن يحقق انجازات ملموسة، مثل القطار السريع، والسكك الحديدية، وبناء عاصمة جديدة، ومطار دولي بمعايير عالمية، وبالرغم من أنه حضَّر الانتخابات منذ فترة طويلة، ومنع مرشح المعارضة الرئيسي من الترشح، ليتم استبداله بمرشح أقل شهرة…ومع ذلك استطاعت المعارضة أن تُلحق بالنظام هزيمة مدوية، وتنجح في الشوط الأول بفارق مريح. كل هذا في بلد تتحكم فيه الزبونية، عن طريق المشايخ والطرق الصوفية، الذين لم يدخروا جهدا للتعبئة من أجل دعم مرشح النظام. 

لقد تم إحياء الأمل لدى الشباب السنغالي، كما حسم الشعب خياره، مع أن الدعاية الرسمية كانت تُروج أن الانتخابات محسومة مسبقا لصالح مرشح النظام، في محاولة لإنهاك المعارضة وتقليص فرصها في الفوز، خاصة أنها تملك إمكانيات مادية محدودة لتمويل حملتها الانتخابية، عكس النظام الذي يتمتع بالدعم اللامحدود من طرف رجال الأعمال، مع استغلال الموارد العمومية. كما راهن على شق صفوف المعارضة عبر تشجيع تعدد الترشحات.
  
ما حصل في السنغال عبرة لموريتانيا كبلد مجاور وأمر مربك بالنسبة للنظام الموريتاني. على ضوء ما حصل في السنغال، يمكن هزيمة مرشح النظام الموريتاني في صناديق الاقتراع، خاصة أنه لا يتمتع بانجازات تُذْكر، مقارنة مع ما حققه الرئيس السنغالي في الحقبة الماضية، ما عدا زيادة عدد المستفيدين من التأمين الصحي، وتأهيل ساحة ابن عباس، وبناء جسر باماكو، وتوزيع بعض المبالغ النقدية الرمزية على عدد من المستفيدين، في الوقت الذي تفشى الفساد بصفة لافتة للنظر، وتفاقم تذمر الشعب واحباط الشباب الذين أصيبوا باليأس، نظرا للبطالة المنتشرة في صفوفهم، مع انعدام الأمل والآفاق، مما قد يقودهم إلى التصويت ضد مرشح النظام محمد ولد الشيخ الغزواني، والخروج أخيرا من الولاءات القبلية والجهوية.

إضافة تعليق جديد