كتب الشيخ /إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيدى: (لا تذكر لىَ العربا)

22 نوفمبر, 2023 - 00:56

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
 
               (لا تذكر لىَ العربا)
 
١ـ فى غَيْرِ غَزَّةَ لا تَذْكُرْ لىَ العَرَبَا/ 
ولا الحَمِيَّةَ لِلإسْلامِ والغضَبَا
 
٢ـ ولا الْإبَاءَ ولا مَجْدًا يُرفْرِفُ فى/
 جَوِّ السماءِ يُسَامِى النَّجْمَ والشُّهُبَا
 
٣- وعَدِّ عنْ أُمَمٍ للدِّين قد نُسِبَتْ/
فلم أجِدْ نَصْرَها للدين مُنتَسِبا 
 
٤ـ وعن طَوائفَ فى الأقطارِ تَحكُمُها/
 فمَا أرَى فى حَديثٍ عنهُمُ أرَبَا
 
٥- كلٌّ لهُ شُغُلٌ عمَّا يُلِمُّ بِنا/ 
وإن هُمُ أكثرُوا التَّنديدَ والخُطَبا
 
٦ـ ما هكذا تُسْتَرَدُّ الأرضُ، إنَّ لها/
يومًا عَبُوسًا وسَيْفا بالدِّما خُضِبَا
 
٧- حَلَّتْ بغَزَّةَ أهوالٌ مُرَوِّعةٌ/
 فما رعَيْتمْ لها دِينًا ولا نَسَبَا
 
٨ ـ ولا دَرَأتُمْ بجَيْشٍ عنهُمُ لَجِبٍ/
ولو أشَرْتُمْ لَوَلَّى المُعتدِى هرَبا

٩- وعَزَّكمْ معبَرٌ أن تَفتَحُوه لهمْ/
فكيف لو سَألُوا الأَجْنَادَ واليَلَبا؟

١٠- وماتَ مِن ظَمَإ مَن مات عن كثَبٍ/
منهمْ، فلم تَرقُبُوا البَلْوَى ولا الكَثَبا

١١ - وجُدتُّمُ للعِدا بالنَّفْطِ عن كَرمٍ/
لكنَّه عنْ جِرَاحِ الأهْلِ قد نضَبا

١٢- وتلكَ غزَّةُ والنيرانُ مُشعَلةٌ/ 
لم تُبْقِ طِفْلًا ولا أُمًّا بها وأبَا

١٣- أطفالُ غَزَّةَ آلامٌ مُبَرِّحَةٌ/
تُدْمِى القلوبَ وتُذْكِى الهمَّ والوَصَبا

١٤ - وتَحْتَ أَنقَاضِها مِن كُلِّ ناحيَةٍ/
أمٌّ تئِنُّ وشَيْخٌ ماتَ أوْ كَرَبا

١٥- فكم رَضِيعٍ بِمُسْتَشْفًى ومدْرَسةٍ/
ومِن عَجُوزٍ لَقُوا الأهْوَالَ والكُرَبا

١٦- وكم تَرَى جُثَثًا بِالسَّاحِ قد رُصِفَتْ/
يَضِيقُ رَحْبُ الفَضَا عنها بِما رَحُبا

١٧- تَبكِى السَّماءُ علَى أشلائِهِمْ وعلَى/
دَمٍ زَكِىٍّ بها مَا انفَكَّ مُنسَكِبا

١٨- تَئِنُّ غزَّةُ والأَوْجَاعُ مُضْنِيَةٌ/
 ولا نَصِيرَ لها عُجْمًا ولا عَرَبا

١٩- حَرْقٌ وسَحْقٌ وتَدْمِيرٌ ودَمْدَمَةٌ/
  مِنها الأحِبَّةُ صَرْعَى والمَلاذُ هَبَا

٢٠- تُعْيِى فَظائِعُها نثرَ البليغِ، فمَا/
يَسْطِيعُ وَصْفًا، وتُعْيِى الشعرَ والأدَبَا
 
٢١- وذاكُمُ المسجِدُ الأقصَى وقُبَّتُهُ/ 
لو أنَّكمْ أُمَّةٌ حقًّا لَمَا سُلِبَا

٢٢- مَسْرَى الرسُولِ وأُولَى القِبلتيْن غدَا/ 
نَهْبًا لشِرْذِمَةِ الأََشرار مُنتهَبَا

٢٣- خابتْ أمَانِىُّ مَن كُنتُمْ له سَنَدًا/ 
فى النَّائِبَاتِ إذا ما ظُفْرُها نَشِبا

٢٤- يا منْ خذَلتُمْ ذَوِى القُرْبَى بمَنزِلَةٍ/
ضَنْكٍ، أضَعتُمْ بذاكَ المجْدَ والحَسَبا

٢٥- خذَلْتُمُ مَعْشرًا للهِ قدْ نصَروا/ 
وقارَعُوا باغيًا للأرضِ قد غَصَبا

٢٦- وجاهَدُوا برِبَاط الخَيلِ عابِسَةً/ 
جُندَ العدوِّ، فذاق الويلَ والحَرَبا

٢٧- مِن معشرٍ صُبُرٍ يومَ الوغَى، صُدُقٍ/
عند اللقاءِ إذا مَا نادِبٌ ندَبا

٢٨- لن يَبرَحُوا غزَّةً أو يبْتغُوا بدَلا/
عن أرضِ غَزَّةَ، لا سَِينَا ولا النَّقَبَا
 
٢٩- يا أمَّةً سُلِخَتْ مِن عِزِّها فغدَتْ/ 
مِن بعدِ تَمكينِها غُنْمًا لمن رغِبَا
 
 ٣٠- هانُوا علَى اللهِ لمَّا هان عِندهُمُ/
كتابُه، فتَداعَى صَرْحُهمْ خَرِبا
 
٣١- وأصْبَحَوا كغُثَاءِ السَّيْلِ، كثْرَتُهُمْ/
لم تُغْنِ شَيئًا، ولم يَجْنُوا بها غَلَبا
 
٣٢- وكثرةُ المالِ لم تَرفَعْ مَذَلَّتَهمْ/
 فما نَرى فِضَّةً أغْنَتْ ولا ذَهَبَا
 
٣٣- وكثرةُ الجُندِ لم تَهْزِم عدوَّهُمُ/
ولم تَفُكَّ إسَارَ القُدْسِ. يا عجَبا !

٣٤- جُبْنٌ وعارٌ وصَمْتٌ دائمٌ، وهوًى/
مع العدوِّ، وضَعفٌ كلَّمَا وَثَبا

٣٥- إن الخِيَامَ وإن كانت خيامَهُمُ/
فما نَرى اليومَ فيها عِزَّةً وإِبَا

٣٦- لا خالدٌ ثَمَّ، لا سَعْدٌ، ولا عُمَرٌ/ 
ولا علِىٌّ يهُزُّ الصارِمَ الذَّرِبا

٣٧- قد غَرَّ أجيالَهمْ ما الغربُ لفَّقهُ/
مما بدَا زُخرُفا من مَكْرِه لعِبا

٣٨- قولٌ يُناقِضُه فعلٌ نُسَامُ به/
خَسْفًا، ونَصْلَى بِه فِى أرضِنا لَهَبا

٣٩- أين المَواثِيقُ والعهدُ الذى زعَموا؟/ 
ما كان ذلِكَ إلا الزُّورَ والكذِبا

٤٠- واليومَ صَالُوا مع التّلمُود واتَّحَدُوا/ 
واللهُ يَسْتأصِلُ التّلْمُودَ والصُّلُبَا
 
٤١- لئنْ غَدَت غزةُ العلياءِ مُثْخَنةً/
فما ونَتْ رغَبًا يومًا ولا رَهَبَا

٤٢- وإن غدَتْ فى ظَلاَمِ الليْل سابِحَةً/ 
فنُورُها يَهتِكُ الظَّلْمَاءَ والحُجُبا

٤٣- دَكَّت بِطُوفانِها أعداءَنَا فغَدَا/
حُلمُ الصَّهاينةِ الأنذالِ قد ذَهَبا
 
 ٤٤- لم يَقتُلوا غَيرَ نِسْوانٍ وأصْبِيَةٍ/
مِن جُبْنِهمْ، أوْ شُيوخٍ أُنهِكُوا سَغَبا

٤٥- سقَى فِلسْطينَ مِن صَوْبِ الحيَا دِيَمٌ/
يَجُودُ رَيِّقُها الزَّيتُونَ والعِنَبا

٤٦- ولا تزَلْ بِرُبُوعِ الشَّامِ طائفَةٌ/
تُحًكِّمُ السُّمْرَ والهِندِيَّةَ القُضُبا

٤٧- يا حَبَّذا الشامُ مِن أرْضٍ ومِن سَكَن/
وحَبَّذا الأَهْلُ فٍى بُصْرَى وفِى حَلبَا

٤٨ - "وحبَّذا نفَحَاتٌ مِن يَمانِيَةٍ"/
تأتِى بِأشْذَائِها عندَ الصَّباحِ صَبا

٤٩- مَلاحِمُ الشَّام بالطُّوفانِ قد بُدِئَتْ/
 وجُندُ ملحَمَةِ الطُّوفانِ قد غَلَبا
 
٥٠ - وسوفَ يُشْرِقُ صُبحٌ بعد حالِكةٍ/ 
ويُنسَفُ الجِبْتُ مَذْءُومًا ومُكتَئِبا

٥١ - ويَشْهَدُ الكونُ نصرَ المُؤْمنِين غدًا/
فيَنتَشِى الكَونُ مِن أفْرَاحِه طرَبا

 ٥٢ - نصْرٌ تبَاشِيرُه فى الأفْقِ لائِحةٌ/
وعْدًا به وَعَدَ المَوْلَى قدِ اقتَرَبا
 
٥٣ - فاللهُ قد كَتبَ النصرَ المُبينَ لنا/
واللهُ لن يُخْلِفَ الوعْدَ الذِى كَتبا.

***
 
 ـ نُواكشوط ـ 

الجمهورية الإسلامية الموريتانية

يوم الاثنين ٧ جمادى الأولى ١٤٤٥ للهجرة.
٢٠ نوفنبر ٢٠٢٣م.