بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
(لا تذكر لىَ العربا)
١ـ فى غَيْرِ غَزَّةَ لا تَذْكُرْ لىَ العَرَبَا/
ولا الحَمِيَّةَ لِلإسْلامِ والغضَبَا
٢ـ ولا الْإبَاءَ ولا مَجْدًا يُرفْرِفُ فى/
جَوِّ السماءِ يُسَامِى النَّجْمَ والشُّهُبَا
٣- وعَدِّ عنْ أُمَمٍ للدِّين قد نُسِبَتْ/
فلم أجِدْ نَصْرَها للدين مُنتَسِبا
٤ـ وعن طَوائفَ فى الأقطارِ تَحكُمُها/
فمَا أرَى فى حَديثٍ عنهُمُ أرَبَا
٥- كلٌّ لهُ شُغُلٌ عمَّا يُلِمُّ بِنا/
وإن هُمُ أكثرُوا التَّنديدَ والخُطَبا
٦ـ ما هكذا تُسْتَرَدُّ الأرضُ، إنَّ لها/
يومًا عَبُوسًا وسَيْفا بالدِّما خُضِبَا
٧- حَلَّتْ بغَزَّةَ أهوالٌ مُرَوِّعةٌ/
فما رعَيْتمْ لها دِينًا ولا نَسَبَا
٨ ـ ولا دَرَأتُمْ بجَيْشٍ عنهُمُ لَجِبٍ/
ولو أشَرْتُمْ لَوَلَّى المُعتدِى هرَبا
٩- وعَزَّكمْ معبَرٌ أن تَفتَحُوه لهمْ/
فكيف لو سَألُوا الأَجْنَادَ واليَلَبا؟
١٠- وماتَ مِن ظَمَإ مَن مات عن كثَبٍ/
منهمْ، فلم تَرقُبُوا البَلْوَى ولا الكَثَبا
١١ - وجُدتُّمُ للعِدا بالنَّفْطِ عن كَرمٍ/
لكنَّه عنْ جِرَاحِ الأهْلِ قد نضَبا
١٢- وتلكَ غزَّةُ والنيرانُ مُشعَلةٌ/
لم تُبْقِ طِفْلًا ولا أُمًّا بها وأبَا
١٣- أطفالُ غَزَّةَ آلامٌ مُبَرِّحَةٌ/
تُدْمِى القلوبَ وتُذْكِى الهمَّ والوَصَبا
١٤ - وتَحْتَ أَنقَاضِها مِن كُلِّ ناحيَةٍ/
أمٌّ تئِنُّ وشَيْخٌ ماتَ أوْ كَرَبا
١٥- فكم رَضِيعٍ بِمُسْتَشْفًى ومدْرَسةٍ/
ومِن عَجُوزٍ لَقُوا الأهْوَالَ والكُرَبا
١٦- وكم تَرَى جُثَثًا بِالسَّاحِ قد رُصِفَتْ/
يَضِيقُ رَحْبُ الفَضَا عنها بِما رَحُبا
١٧- تَبكِى السَّماءُ علَى أشلائِهِمْ وعلَى/
دَمٍ زَكِىٍّ بها مَا انفَكَّ مُنسَكِبا
١٨- تَئِنُّ غزَّةُ والأَوْجَاعُ مُضْنِيَةٌ/
ولا نَصِيرَ لها عُجْمًا ولا عَرَبا
١٩- حَرْقٌ وسَحْقٌ وتَدْمِيرٌ ودَمْدَمَةٌ/
مِنها الأحِبَّةُ صَرْعَى والمَلاذُ هَبَا
٢٠- تُعْيِى فَظائِعُها نثرَ البليغِ، فمَا/
يَسْطِيعُ وَصْفًا، وتُعْيِى الشعرَ والأدَبَا
٢١- وذاكُمُ المسجِدُ الأقصَى وقُبَّتُهُ/
لو أنَّكمْ أُمَّةٌ حقًّا لَمَا سُلِبَا
٢٢- مَسْرَى الرسُولِ وأُولَى القِبلتيْن غدَا/
نَهْبًا لشِرْذِمَةِ الأََشرار مُنتهَبَا
٢٣- خابتْ أمَانِىُّ مَن كُنتُمْ له سَنَدًا/
فى النَّائِبَاتِ إذا ما ظُفْرُها نَشِبا
٢٤- يا منْ خذَلتُمْ ذَوِى القُرْبَى بمَنزِلَةٍ/
ضَنْكٍ، أضَعتُمْ بذاكَ المجْدَ والحَسَبا
٢٥- خذَلْتُمُ مَعْشرًا للهِ قدْ نصَروا/
وقارَعُوا باغيًا للأرضِ قد غَصَبا
٢٦- وجاهَدُوا برِبَاط الخَيلِ عابِسَةً/
جُندَ العدوِّ، فذاق الويلَ والحَرَبا
٢٧- مِن معشرٍ صُبُرٍ يومَ الوغَى، صُدُقٍ/
عند اللقاءِ إذا مَا نادِبٌ ندَبا
٢٨- لن يَبرَحُوا غزَّةً أو يبْتغُوا بدَلا/
عن أرضِ غَزَّةَ، لا سَِينَا ولا النَّقَبَا
٢٩- يا أمَّةً سُلِخَتْ مِن عِزِّها فغدَتْ/
مِن بعدِ تَمكينِها غُنْمًا لمن رغِبَا
٣٠- هانُوا علَى اللهِ لمَّا هان عِندهُمُ/
كتابُه، فتَداعَى صَرْحُهمْ خَرِبا
٣١- وأصْبَحَوا كغُثَاءِ السَّيْلِ، كثْرَتُهُمْ/
لم تُغْنِ شَيئًا، ولم يَجْنُوا بها غَلَبا
٣٢- وكثرةُ المالِ لم تَرفَعْ مَذَلَّتَهمْ/
فما نَرى فِضَّةً أغْنَتْ ولا ذَهَبَا
٣٣- وكثرةُ الجُندِ لم تَهْزِم عدوَّهُمُ/
ولم تَفُكَّ إسَارَ القُدْسِ. يا عجَبا !
٣٤- جُبْنٌ وعارٌ وصَمْتٌ دائمٌ، وهوًى/
مع العدوِّ، وضَعفٌ كلَّمَا وَثَبا
٣٥- إن الخِيَامَ وإن كانت خيامَهُمُ/
فما نَرى اليومَ فيها عِزَّةً وإِبَا
٣٦- لا خالدٌ ثَمَّ، لا سَعْدٌ، ولا عُمَرٌ/
ولا علِىٌّ يهُزُّ الصارِمَ الذَّرِبا
٣٧- قد غَرَّ أجيالَهمْ ما الغربُ لفَّقهُ/
مما بدَا زُخرُفا من مَكْرِه لعِبا
٣٨- قولٌ يُناقِضُه فعلٌ نُسَامُ به/
خَسْفًا، ونَصْلَى بِه فِى أرضِنا لَهَبا
٣٩- أين المَواثِيقُ والعهدُ الذى زعَموا؟/
ما كان ذلِكَ إلا الزُّورَ والكذِبا
٤٠- واليومَ صَالُوا مع التّلمُود واتَّحَدُوا/
واللهُ يَسْتأصِلُ التّلْمُودَ والصُّلُبَا
٤١- لئنْ غَدَت غزةُ العلياءِ مُثْخَنةً/
فما ونَتْ رغَبًا يومًا ولا رَهَبَا
٤٢- وإن غدَتْ فى ظَلاَمِ الليْل سابِحَةً/
فنُورُها يَهتِكُ الظَّلْمَاءَ والحُجُبا
٤٣- دَكَّت بِطُوفانِها أعداءَنَا فغَدَا/
حُلمُ الصَّهاينةِ الأنذالِ قد ذَهَبا
٤٤- لم يَقتُلوا غَيرَ نِسْوانٍ وأصْبِيَةٍ/
مِن جُبْنِهمْ، أوْ شُيوخٍ أُنهِكُوا سَغَبا
٤٥- سقَى فِلسْطينَ مِن صَوْبِ الحيَا دِيَمٌ/
يَجُودُ رَيِّقُها الزَّيتُونَ والعِنَبا
٤٦- ولا تزَلْ بِرُبُوعِ الشَّامِ طائفَةٌ/
تُحًكِّمُ السُّمْرَ والهِندِيَّةَ القُضُبا
٤٧- يا حَبَّذا الشامُ مِن أرْضٍ ومِن سَكَن/
وحَبَّذا الأَهْلُ فٍى بُصْرَى وفِى حَلبَا
٤٨ - "وحبَّذا نفَحَاتٌ مِن يَمانِيَةٍ"/
تأتِى بِأشْذَائِها عندَ الصَّباحِ صَبا
٤٩- مَلاحِمُ الشَّام بالطُّوفانِ قد بُدِئَتْ/
وجُندُ ملحَمَةِ الطُّوفانِ قد غَلَبا
٥٠ - وسوفَ يُشْرِقُ صُبحٌ بعد حالِكةٍ/
ويُنسَفُ الجِبْتُ مَذْءُومًا ومُكتَئِبا
٥١ - ويَشْهَدُ الكونُ نصرَ المُؤْمنِين غدًا/
فيَنتَشِى الكَونُ مِن أفْرَاحِه طرَبا
٥٢ - نصْرٌ تبَاشِيرُه فى الأفْقِ لائِحةٌ/
وعْدًا به وَعَدَ المَوْلَى قدِ اقتَرَبا
٥٣ - فاللهُ قد كَتبَ النصرَ المُبينَ لنا/
واللهُ لن يُخْلِفَ الوعْدَ الذِى كَتبا.
***
ـ نُواكشوط ـ
الجمهورية الإسلامية الموريتانية
يوم الاثنين ٧ جمادى الأولى ١٤٤٥ للهجرة.
٢٠ نوفنبر ٢٠٢٣م.