لماذا عادت رسالة زعيم القاعدة بن لادن إلى أمريكا2002 للواجهة في هذا الوقت بضبط ؟

17 نوفمبر, 2023 - 10:50

ضجت مواقع التواصل خلال الساعات الماضية خاصة في أمريكا برسالة كتبها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2002، مما دفع بصحيفة “غارديان” البريطانية لحذف النص الكامل للرسالة من موقعها.

وعاد  أسامة بن لادن إلى الواجهة من جديد عبر محركات البحث، سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، وأصبح اسمه في الصدارة بعد 12 عاماً على مقتله و22 عاماً على أحداث 11 سبتمبر التي وقعت في الولايات المتحدة عام 2001.

وجاءت رسالة أمريكا لبن لادن في 8 صفحات. وشاهد هاشتاغ رسالة أمريكا أكثر من عشرة ملايين شخص على تيك توك

 

ماذا حدث؟

وأعاد مستخدمون لتطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة تداول رسالة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن التي وجهها للأمريكيين قبل نحو عقدين، مبررا أسباب مهاجمة بلادهم في الـ 11 من سبتمبر 2001.

وعبَّر بعض الأمريكيين عن قلقهم من أن تعيد الرسالة تشكيل الرأي العام في أمريكا فيما يتعلّق بأحداث 11 سبتمبر، وذلك بالتزامن مع المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة بدعم مطلق من أمريكا ودول غربية.

ماذا حوت الرسالة؟

والرسالة الطويلة التي نشرها بن لادن، تحت عنوان “رسالة إلى أميركا”، انتقد فيها ما وصفه بـ”التدخلات الغربية في الدول الإسلامية”، و”سياسات أميركا في الأراضي الفلسطينية”، مبرراً هذه الهجمات بـ”الدعم الأميركي لإسرائيل”.

وقال أسامة في رسالته: “إن أمريكا أنشأت إسرائيل وتدعمها بشكل مستمر، وهذا ظلم كبير، وإن الولايات المتحدة الأمريكية هي لاعب رئيسي في هذا الظلم، وكل الذين ساهموا في هذا العمل سيتحمّلون مسؤولية كبيرة، ويجب أن يواجهوا عواقب جديّة”.

وأضاف “فلسطين غارقة تحت الاحتلال العسكري منذ أكثر من 80 عاما، ولقد سلمها الإنجليز بمساعدتكم ودعمكم لليهود الذين احتلوها لأكثر من 50 عاما، سنوات مليئة بالظلم والطغيان والجرائم والقتل والطرد والدمار والخراب”.

وتابع “إن إنشاء إسرائيل واستمرارها من أعظم الجرائم، وأنتم قادة مجرميها، وبالطبع لا داعي لشرح وإثبات درجة الدعم الأمريكي لإسرائيل.. إن إنشاء إسرائيل جريمة يجب أن تمحى، وكل من تلوثت يداه بالمساهمة في هذه الجريمة يجب أن يدفع ثمنها، ويدفع ثمنها غاليا”.

وأفاد بن لادن في رسالته بأن “الشعب الأمريكي هو الذي يدفع الضرائب التي تمول الطائرات التي تقصفنا في أفغانستان، والدبابات التي تضرب وتدمر بيوتنا في فلسطين، والجيوش التي تحتل أراضينا في الخليج، والأساطيل التي تضمن حصار العراق”، لافتا إلى أنه “ولهذا السبب لا يمكن للشعب الأميركي أن يكون بريئاً من كل الجرائم التي يرتكبها الأميركيون واليهود ضدنا”.

كيف كانت ردة فعل الأمريكيين؟

تحدثت مستخدمة تدعى لينيت أدكينز، ويتابعها ما يقرب من 12 مليون مستخدم على تيك توك، عن الرسالة؛ إذ قالت: “أريد من الجميع أن يتوقفوا عن فعل ما يفعلونه الآن ويذهبوا لقراءة رسالة إلى أمريكا، أشعر وكأنني أمر بأزمة وجودية الآن”.

وقال أحد مستخدمي “تيك توك” في مقطع فيديو حصل على 1.2 مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة: “لقد قرأت للتو (رسالة إلى أميركا)، لم أعد أنظر إلى الحياة بالطريقة نفسها بعد اليوم، لن أنظر إلى هذا البلد بالطريقة نفسها أبداً”.

وقال شخص آخر: “نحاول العودة إلى حياتنا بأسلوب عادي، بعد أن أدركنا بأن كل ما تعلمناه عن الشرق الأوسط، وأحداث 11 سبتمبر، والإرهاب، كان كذبة”. وكتب آخر أن تجربة قراءة النص “غيرت وجهة نظري بالكامل تجاه الحكومة الأميركية”.

وفي مقطع فيديو آخر شوهد أكثر من 100 ألف مرة، قال أحد مستخدمي “تيك توك” الذي ينشر بانتظام انتقادات للحكومة الأميركية: “إذا كنا سنسمي أسامة بن لادن إرهابياً، فكذلك الحكومة الأميركية”.

لماذا حذفت “غارديان” الرسالة

وتوجّهت الأنظار إلى صحيفة “غارديان” البريطانية، التي نشرت هذه الرسالة قبل عقدين من الزمن، قبل أن تسحبها من موقعها على الإنترنت.

وانتقد البعض على وسائل التواصل الاجتماعي إزالة الرسالة، واعتبروها أمراً “مثيراً للريبة”، كما اتهموا الصحيفة بفرض “رقابة” على المعلومات.

وكتبت “غارديان” في مكان الرسالة بعد سحبها، أن هذه الصفحة كانت تعرض النص الكامل لـ”رسالة أسامة بن لادن إلى الشعب الأميركي”، والتي نشرت في 24 نوفمبر 2002، قبل سحبها في 15 نوفمبر 2023.

وبررت “جارديان” إزالة الرسالة، بسبب مشاركتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي “دون سياق كامل” للأحداث، ولذلك “قررنا حذفها وتوجيه القراء بدلاً من ذلك إلى تقرير إخباري يضع الرسالة في سياقها”.

كيف كان رد البيت الأبيض

وانتقد متحدث باسم البيت الأبيض انتشار هذه الرسالة، واصفاً ذلك بأنه إهانة لضحايا هجمات 11 سبتمبر.

وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس لـ”سي إن إن”: “لا يوجد أبداً مبرر لنشر الأكاذيب البغيضة والمعادية للسامية التي أصدرها زعيم القاعدة بعد أن ارتكب أسوأ هجوم إرهابي في التاريخ الأميركي، مسلطاً الضوء عليها كدافع مباشر لقتل 2977 أميركياً بريئاً”.

وأضاف بيتس: “لا ينبغي لأحد أن يهين 2977 أسرة أميركية لا تزال في الحداد، من خلال تداول كلمات دنيئة لأسامة بن لادن، خصوصاً الآن، في الوقت الذي يتصاعد فيه العنف المعادي للسامية في العالم”.

وأشار إلى أن الرسالة تحتوي على “لغة صارخة تدعو بوضوح إلى ارتكاب أعمال إبادة جماعية، وتدعو لأعمال عنف عشوائية ضد المدنيين وتبررها”، بالإضافة إلى “تبرير قتل المدنيين في أي دولة ديمقراطية تقاتل دولة ذات غالبية مسلمة”. ولفت إلى أن “أجزاء من هذه الرسالة فقط من تلقى انتشاراً واسعاً، وليس كل ما مكتوب فيها”

ما علاقة ذلك بغزة؟

لا يخفى على أحد ما يتعرض له قطاع غزة من قصف وتدمير على مدار الساعة من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار أكثر من 40 يوماً وبالتحديد من بعد عملية طوفان الأقصى في الـ7 من أكتوبر، والذي خلَّف عدداً كبيراً من القتلى الإسرائيليين وأسر نحو 250 آخرين أغلبهم من العسكريين.

هذه العملية التي تقوم بها إسرائيل تتلقى دعماً سياسياً وعسكرياً وأمينياً غير مسبوق من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا في وقت يرفض فيه الرأي العام العالمي هذه الحرب ويدعو لوقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة.

وتشهد على مدار الأسبوع عواصم عالمية كبيرة مثل لندن وباريس وبعض المدن الكبرى مظاهرات منددة بتلك الحرب ومطالبة دولها بالضغط على الكيان لوقف إطلاق النار فوراً؛ نظراً لعدد الضحايا من الأطفال والنساء، وأيضاً بسبب الممارسات الإسرائيلية التي كان آخرها اقتحام مستشفى الشفاء ومنع كل من فيه من الخروج