أعرب عضو الأمانة الوطنية في جبهة البوليزاريو السـيد البشير مصطفى السيد عن رضا الطرف الصحراوي بمستوى العـلاقات الثنائية الموريتانية الصحراوية والثقة في الحكومة والقيادة الموريتانية الحالية؛ مبرزا أنه وعلى الرغم من الضغوط والمعوقات والصعاب فإن "نبل مشاعر ومقاصد الأشقاء في موريتانيا ظلت داعمة لعدالة وحق الشعب الصحراوي الجار"..
واعتبر الوزير المستشار لدى رئاسة الجمهورية في حــــديث خص به الإذاعة الوطنية الصحراوية بمناسبة ذكرى اتفاقية السلام الموريتانية الصحراوية السادسة والثلاثين؛ أن "الشعب الصحراوي يشكل خط السد الأول في مواجهة التوسع"؛ مضيفا أن هذه الاتفاقية "جاءت في خانة المستعجل لربط ما قبل الحرب بمستقبل الشعبين على أساس علاقات متميزة توطد روابـط دينية واجتماعية وثقافية وتعيد للنخب السياسية الوعي والقنــاعة بأن ما يمس أمن وطموحات وحقوق الصحـراويين جسر يمتد للإضرار بالمصالح الموريتانية، مثلما يأتي ذلك الضرر لتحقيق ماَرب ومطامح مغربية توسعية"؛ وفق قوله.
وأضاف عضو الأمانة الوطنية للجبهة قائلا: "إن الاتفاقية التي سلمت بنودها للأمم المتحدة جاءت في غمرة استراتيجية القتال ووضعت من بين الأولويات سحب الأشقاء الموريتانيين لقواتهم وتوجيه طاقات الجيش الصحراوي للعـدو المغربي والحرص على صفاء أواصـر الأخوة والسلم المتأصلة بين الشعبين، في اتفاق سعى الصحراويون لأن يتوج بأجود ما يمكن (رابح ، رابح)، فلم نطلب أي تعـويض أو اعتذار يقول الوزير الصحراوي الذي أكد أن ما كانت تحظى به موريتانيا من تضامن في العمق الإفريقي؛ صدا لكل المساعي المغربية الاستعمارية في موريتانيا؛ انتقل لدعـم عدالة قضية الشعب الصحراوي ومشروعية كفاحه فيما بعد، وهذا كان من بين مرامي الاتفاقية التي كان طرفاها رابحين بامتياز.
ولدى استعراضه للخلفية التاريخية للعـلاقات الثنائية؛ استعرض الوزير ما تضمنه لقاء الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه بالشـهيد الولي مصطـفى السيد الذي قال حينئذ لمضيفه: "الشعبان الموريتاني والصحراوي كالثور الأبيض والأسود وكبيضـتين في عش واحد" في تدليل على ما كان يشغل الشهيد وما يفسر مسـاعيه لتجنب الحرب، فالشعبان قليلا العدد في أرضين متراميتين غنيتين مواردا وخيرات، و متكالبون كثر من حولهم؛ فكان لزاما السير في استراتيجية تضامن وأخوة ودفاع من أجل البقاء المشترك؛ وهـو إن حدث فسيشكل إسهاما فعليا في تراجع الأطماع والحد من زحفـها؛ فالصحراء الغربية بوابة ومدخل للمنطقة بما فيها موريتانيا.
غير أن ولد داداه (يقول مصطفى السيد) "انحاز للموقف الفرنسي المغربي واندلعت الحرب فذهب ضحيتها المئات، وأهدرت الإمكانات وعطلت التقدم والنمو وكادت تبدد الصداقة والأخوة إلى الأبد"..
واعتبر البشير مصطفى السيد أن العلاقات الصحراوية الموريتانية خاصة واستثـنائية (ذرية بعضها من بعض)، وأن التشابه يكاد يكون مطلقا في كل شيء.
وفي تعليقه على ما وصفه بـ"التخبط المغربي" حيال استقـبال وزير الخارجية الصحراوي السيد محمد سالم ولد السالك مـؤخرا بأعلى المستويات في موريتانيا؛ قال عضو الأمانة الوطنية للجبهة "إن لقاءات الصحراويين بالساسة في موريتانيا لم تكن يوما أقـــل من هذا المستوى؛ فالأمر ليس جديدا، فمنذ عهدي الرئيسين السابقين لموريتانيا محمد خونا ولد هيدالة ومعاوية ولد سيد أحمد للطايع حرصت نواكشوط على استقبال الصحراويين بالحفاوة المعهودة كعضو في الاتحاد الإفريقي وطرف معـترف به في النزاع، فضلا على عمق العلاقات الثنائية، غير أن المملكة المغربية تتحين الفرص في مناسبات وأحايين للصيد والضغط حد التدخل في شـؤون موريتانيا، وهذا أمر لطالما رفضه الموريتانيون، وهو اليـوم مرفوض بشكل أكبر.
وبخصوص العلاقات الحالية للبلدين؛ ذكر الوزير أن هنالك تنسيقا في القضايا الجوهرية والمصيرية؛ "إذ العلاقات الثنائية لا تبنى على الشكل؛ فليس هو ما يحدد الأولويات وترتيبها؛ وإنما على مضمون الملفات والقضايا الأساسية التي تهم المصلحة المشتركة التي تتعـدى التفاهم وتقريب وجهات النظر إلى التعاون أيضا. فموريتانيا ومنذ الاتفاقية نحت حيادا إيجابيا في نــزاع الصحراء الغربية لإعطاء المغرب درسا في كيفية وضع قواعـد الســـلم وإنهاء الحرب"؛ فالنية الموريتانية (يضيف المتحدث) صادقة وجيـدة، والإرادة موجودة لمواجهة ضغوط المغرب وقوى التوسع "التي تتعدى الأحزمة الدفاعية بالقرب من الحدود، وتستغل العلاقات الثقافية والاجتماعية لزرع عدم الاستـقرار (أي "الحرب الناعمة بوسائل ناعمة"؛ يقول البشير مصطفى السيد في حديثه ضمن لبرنامج "إضاءات إخبارية الإذاعي".
ميثاق + وكالات